TRT6 حرب جديدة بأداة عصرية

مضت عقود من الصراع بين الأكراد والأتراك منذ نشوء الدولة الكمالية إثر نقض الأخيرة لعهودها مع الأكراد ،و هذا الصراع والنزاع ما زال مستمرا رغم تغير الحكومات التركية والتي استمرت في قتال الأكراد و حرمانهم من حقوقهم و تكريس دولة اللون الواحد و عدم الاعتراف بهويتهم الذين بدورهم غيروا من نهجهم النضالي ، فإلى جانب القتال الدائر بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني و الجيش التركي هناك حرب من نوع آخر على الصعيد السياسي و الثقافي والإعلامي تتحكم بها جملة ظروف دولية وإقليمية ومحلية تتمثل في شروط الإتحاد الأوربي لانضمام تركيا و التي تنص على جملة إصلاحات سياسية و على رأسها حل القضية الكردية ومنح حقوق الأقليات و إصلاحات اقتصادية لتحسن من المستوى المعاشي ليضمن الإتحاد انضمام دولة مستقرة من الداخل و إلا فمن دون حل هذه القضايا فمن الصعب على تركيا حجز مقعد في إتحاد قارة العجوز.
وإقليما وجود الأكراد في دول الجوار التركي يؤمِّن لأكراد تركيا بعدا قوميا و نتيجة لظروف الأكراد السيئة في تركيا وغيرها من البلدان فإن هذا البعد له دور سلبي من وجهة النظر التركية لذا لابد من تقليل تأثير هذا البعد، ومن جهة أخرى تركيا تطمح في لعب دور محوري ومؤثر في المنطقة تجلى ذلك في تبنيها مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا و إسرائيل و كذلك تمتين علاقاتها مع الدول العربية الأخرى ناهيك عن علاقاتها الإستراتيجية مع إسرائيل .
في الداخل التركي تلقى حزب العدالة والتنمية ضربة جماهيرية قاسية منذ أشهر عندما زار أردوغان المناطق الكردية فقوبل بتجاهل واحتجاجات على موافقته للعسكر للقتال،و كذلك اهانة السجانيين لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بحلق شعره عنوة ومضايقته بممارسات بعيدة عن حقوق الإنسان السياسي المعتقل كل هذا و الانتخابات المحلية مقبلة فلا بد أن حكومة أردوغان ستعمل على كسب العقول و القلوب في المناطق الكردية لذا فإن قناة TRT6مشروع طموح لتحقيق هذا الهدف.
أسباب إعلامية لنشوء TRT6
1- مواجهة الإعلام الكردي المتمثل بالمواقع الالكترونية وجريدة AZADIYA WELAT ( حرية الوطن ) الصادرة في تركيا وقناة ROJ TV الناطقة بلسان حزب العمال الكوردستاني و قناة MMC الغنائية و راديو صوت ميزوبوتاميا وقنوات كردية أخرى سواء تلك التي تبث من داخل إقليم كردستان أو من الدول الأوربية.
2- ملء فراغ الإعلام التركي الذي يتجاهل تناول قضايا المناطق الكردية
3- تحسين صورة الحكومة لدى الشعب الكردي و التي تزعزعت بعدما أن كانت صورة العدالة و التنمية تتفوق على حساب حزب الحركة الديمقراطية الذي يعتبره الحكومة التركية الواجهة السياسية للعمال الكردستاني و المتمثل بكتلة في البرلمان التركي برئاسة أحمد ترك.
4- كسب عقول الجمهور وتوجيهه نحو قبول أفكار وسلوكيات الحكومة
5- محاولة غسل عقل و ذهن المتلقي الكوردي و إعداده لمواجهة أنشطة وأفكار الأحزاب الكردية في تركيا
6- إرضاء الاتجاهات الكردية المحابية للحكومة والأحزاب التركية
7- ذر الرماد في عيون الأوروبيين و إقناعهم بأن تركيا تسير على طريق حل القضية الكردية وقضايا الأقليات الأخرى.
خطة عمل
و لكسب الثقة و إقناع المتلقي بموضوعية هذه القناة و مصداقيتها قد تعمل TRT6 على:
1- عرض أفلام كردية مثل أفلام يلماز غونيه الشهيرة بمعالجتها للواقع الكردي في تركيا و أفلام أخرى تناولت الواقع الكردي.
2- بث برامج وثائقية تركية مترجمة إلى الكردية تبين فيها محاسن الحكومات التركية أو تهدف إلى تشويه صورة البعض الآخر سواء من الأتراك أو من الأكراد.
3- طرح قضايا متعددة تمس حياة المجتمع الكردي و معالجتها وفق وجهة نظر الحكومة.
4- تغطية الأحداث حسب سياسة إعلامية حكومية.
5- التواصل مع و الاتصال بمصادر كردية موثوق بها.
6- إتباع أسلوب النشرات الإخبارية المركزة.
7- عرض برامج ترفيهية موجهة بالأخص لفئة الشباب و معروف عن الإعلام التركي بأنه
إعلام الترفيه والإثارة و التسلية.
هذا فإن القناة على أهبة الإطلاق بيد أردوغان في بداية العام المقبل و قد كلفت الحكومة التركية
الملايين من الدولارات ولا يمكن اعتبار هذا المشروع من ضمن منح الحقوق الثقافية للأكراد لأنها ليست سوى أداة عصرية للسيطرة على الأكراد بدلاً من الـ F16 و أجهزة المخابرات.